ان الحمد
لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات
اعمالنا من يهد الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد ان لا اله الا
الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد .
ان من حكمة
الله سبحانه وتعالى هو تفضيل بعض الناس على بعضهم البعض وبعض الاماكن على بعضها
البعض وبعض الشهور على بعضها البعض ومن هذه الاشهر التى فضلها الله تبارك وتعالى
هو الشهر المبارك شهر رمضان .
فهو شهر مبارك له الكثير من الفضائل والخصائص التى تميزه عن غيره من الشهور . فأحببت ان اشارككم بهذه المقاله المتواضعه حول فضائل الشهر المبارك شهر رمضان وخصائصه من القراّن والسنه عسى الله سبحانه وتعالى ان ينفعنى واياكم بها انه ولى ذلك والقادر عليه سبحانه .
فهو شهر مبارك له الكثير من الفضائل والخصائص التى تميزه عن غيره من الشهور . فأحببت ان اشارككم بهذه المقاله المتواضعه حول فضائل الشهر المبارك شهر رمضان وخصائصه من القراّن والسنه عسى الله سبحانه وتعالى ان ينفعنى واياكم بها انه ولى ذلك والقادر عليه سبحانه .
ومن هذه
الفضائل والخصائص التى اختص بها الله سبحانه وتعالى شهر رمضان المبارك عن غيره من
الشهور الاخرى :
1 – شهر رمضان
تفتح فيه ابواب الجنه وتغلق فيه ابواب النار :
عن انس رضى
الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : " هذا شهر رمضان جاءكم تفتح
فيه ابواب الجنه وتغلق فيه ابواب النار
وتسلسل فيه الشياطين "
2 – فضل اول ليلة فى صيام شهر رمضان المبارك :
عن ابى
هريرة رضى الله تعالى عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : " اذا كان اول
ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت ابواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت ابواب الجنه فلم يغلق منها
باب وينادى مناد كل ليلة ياباغى الخير أقبل وياباغى الشر أقصر ولله عتقاء من النار
وذلك كل ليلة " .
وعن ابى
هريرة رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : " أتاكم شهر رمضان شهر
مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه
ابواب الجنه وتغلق فيه ابواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين وفيه ليلة خير من الف
شهر من حرم خيرها فقد حرم "
3 – الصيام فى رمضان تفتح له ابواب الجنه وتغلق
ابواب النار وتصفد الشياطين :
عن ابى
هريرة رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : " اذا دخل شهر رمضان
فتحت ابواب الجنه وغلقت ابواب جهنم وسلسلت الشياطين "
قال الامام
النووى رحمه الله :
واما قول
النبى صلى الله عليه وسلم " فتحت ابواب الجنه وغلقت ابواب النار وصفدت
الشياطين " : فقال القاضى عياض رحمه الله : يحتمل انه على ظاهره وحقيقته وان
تفتيح ابواب الجنه وتغليق ابواب جهنم وتصفيد الشياطين علامه لدخول الشهر وتعظيم
لحرمته ويكون التصفيد ليمتنعوا من ايذاء المؤمنين والتهويش عليهم .
قال :
ويحتمل ان يكون المراد المجاز ويكون اشارة الى كثرة الثواب والعفو وان الشياطين
يقل اغوائهم وايذائهم ليصيرون كالمصفدين ويكون تصفيدهم عن اشياء دون اشياء اخرى
ولناس دون ناس اخرين . ويؤيد هذه الرواية الثانيه فتحت ابواب الرحمه وجاء فى حديث
اخر صفدت مردة الشياطين .
قال القاضى
عياض : ويحتمل ان يكون فتح ابواب الجنه هو عبارة عما يفتحه الله سبحانه وتعالى
لعباده من الطاعات فى هذا الشهر التى لاتقع فى غيره عموما كالصيام والقيام وفعل
الخيرات والانكفاف والبعد عن كثير من المخالفات وهذه اسباب لدخول الجنه وابواب لها
. وكذلك ايضا تغليق ابواب النار وتصفيد
الشياطين فهو عباره عن عما ينكفون عنه من مخالفات ونجد ان معنى صفدت اى غللت
والصفد هنا بفتح الفاء والغُل بضم الغين وهو معنى سلسلت فى الروايه الاخرى .
4
– شهر رمضان وصيامه يكفر الله به الذنوب :
عن ابى
هريرة رضى الله عنه : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " الصلوات
الخمس والجمعه الى الجمعه ورمضان الى رمضان مكفرات مابينهن اذا اجتنبت الكبائر
"
قال الامام
المناوى رحمه الله :
" الصلوات
الخمس والجمعه الى الجمعه ورمضان الى رمضان "
اى صلاة الجمعه منتهية الى
الجمعه وصوم رمضان منتهيا الى صوم رمضان " مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت
الكبائر " شرط وجزاء دل عليه ماقبله ومعناه ان الذنوب كلها تغفر الا الكبائر فلا
تغفر لا ان الذنوب تغفر مالم تكن كبيره فان كانت لاتغفر صغائره .
وعن عمار بن ياسر رضى الله عنه ان
النبى صلى الله عليه وسلم صعد الى المنبر
فقال : " امين . امين .امين " ثم
قال " من ادرك والديه او احدهما فلم يغفر له فأبعده الله قولوا : امين
. ومن ادرك رمضان فلم يغفر له فابعده الله ، قولوا : امين ومن ذكرت عنده فلم يصل
على فابعده الله ، قولوا : امين " .
وعن انس
رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم جاء فصعد المنبر فقال : " امين
" ثم قال " امين " ثم قال
" امين " ، قال " اتانى جبريل فقال : من ذكرت عنده فلم يصل عليك
فدخل النار فابعده الله ، فقلت : امين ، ومن ادرك احد والديه فدخل النار فابعده
الله ، فقلت : امين ، ومن ادرك رمضان فلم يغفر له فابعده الله ، فقلت : " امين
" .
5
– العمره فى رمضان ثوابها مضاعف :
عن ابن
عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عمره فى
رمضان تعدل حجه "
قال الامام
المنوى رحمه الله :
قوله صلى
الله عليه وسلم : " عمره فى رمضان تعدل حجه " فى الثواب لا انها تقوم
مقامها فى اسقاط الفرض للاجماع على ان الاعتمار لا يجزى عن حج الفرض .
6 – ومن فضائل رمضان وخصائصه نزول القرأن الكريم
فيه :
قال الله
تعالى : " شهر رمضان الذى انزل فيه القراّن هدى للناس وبينات من الهدى
والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر
يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم
ولعلكم تشكرون "
قال الامام
ابن كثير رحمه الله :
يمدح الله
تعالى شهر رمضان شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بين سائر الشهور من
اجل انزال القراّن العظيم فيه وكما اختصه بذلك قد ورد الحديث بانه الشهر الذى كانت
الكتب الالهية تنزل فيه على الانبياء .
واخرج
الامام احمد فى مسنده عن واثله بن الاسقع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" انزلت صحف ابراهيم عليه السلام فى
اول ليلة فى رمضان وانزلت التوراه لست 6 ماضين من رمضان والانجيل لثلاث عشرة 13
خلت من رمضان وانزل القران لاربع وعشرين 24 خلت من رمضان .
7 – من فضائل
شهر رمضان المبارك وخصائصه ليلة القدر والتى هى خير من الف شهر :
قال تعالى
: " انا انزلناه فى ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من
الف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل امر سلام هى حتى مطلع الفجر
" .
قال الامام القرطبى رحمه الله :
قوله تعالى : " ليلة القدر خير
من الف شهر " بين فضلها وعظمها ، وفضيلة الزمان انما تكون بكثرة مايقع فيه من
الفضائل وفى تلك الليلة يقسم الخير الكثير الذى لا يوجد مثله فى الف شهر . والله
اعلم .
وقال كثير
المفسرين : اى ان العمل فيها خير من العمل فى الف شهر ليس فيها ليلة القدر . وقال ابو
العاليه : ليلة القدر خير من . الف شهر لا تكون فيه ليلة القدر
وقال
الامام ابن كثير رحمه الله :
يخبر الله
تعالى انه انزل القران الكريم فى ليلة القدر وهى الليلة المباركه التى قال الله عز
وجل عنها : " شهر رمضان الذى انزل فيه القراّن " .
قال ابن
عباس وغيره : انزل القران جملة واحده من اللوح المحفوظ الى بيت العزه من السماء
الدنيا ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع فى ثلاث وعشرين سنه على رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثم قال الله سبحانه وتعالى معظما لشأن ليلة القدر التى اختصها بانزال القراّن
الكريم فيها فقال سبحانه : " وما أدراك ماليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر "
وعن أبى
هريرة رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم
قال : " أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه
ابواب الجنه وتغلق فيه ابواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين وفية ليلة خير من الف
شهر من حرم خيرها فقد حرم " .
قال
المباركفورى رحمه الله :
قوله صلى
الله عليه وسلم : " ليلة خير من الف
شهر " اى العمل فيها افضل من العمل فى الف شهر ليس فيها ليلة القدر " من
حرم " بتخفيق الراء على بناء المفعول " خيرها " بالنصب وهو يتعدى
الى مفعولين يقال حرمة الشئ كضربه وعمله حرمانا اى منعه اياه والمحروم الممنوع اى
من منع خيرها بأن لم يوفق لاحياء العباده فيها " فقد حرم " اى منع الخير
كله كما سيجئ صريحا ففيه مبالغة عظيمه . والمراد حرمان الثواب الكامل او الغفران
الشامل الذى يفوز به القائم فى احياء ليلها .
8 – من فضائل شهر رمضان المبارك صلاة التراويح :
اجمع
المسلمون على سنية قيام ليالى رمضان وقد ذكر النووى ان المراد بقيام رمضان صلاة
التراويح يعنى انه يحصل المقصود من القيام بصلاة التراويح .
عن ابى
هريرة رضى الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم
قال : " من قام رمضان ايمانا
واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه "
وقوله صلى
الله عليه وسلم : " من قام رمضان ايمان " اى تصديقا بانه حق معتقدا
بفضيلته واحتسابا يريد به الله وحده لا رؤية الناس ولا غير مما يخالف الاخلاص غفر
له ماتقدم من ذنبه .
والمعروف
عند الفقهاء ان المقصود من هذا هو اختصاص غفران الصغائر دون الكبائر ، وقال بعضهم
: ويجوز ان يخفف من الكبائر اذا لم يصادف صغيره من غير ان يامرهم فيه بعزيمه اى
بوجوب .
وقال
الامام النووى رحمه الله : قوله : " من قام رمضان " هذه الصيغه تقتضى
الترغيب والندب دون الايجاب واجتمعت الامه على ان قيام رمضان ليس بواجب بل هو
مندوب .
فائده
ذهبيه غالية الثمن ونفيسه :
قال الامام
ابن بطال رحمه الله : وفى جمع "عمر"
الناس على قارئ واحد دليل على نظر الامام لرعيته فى جمع كلمتهم وصلاح دينهم .
قال المهلب
وفيه ان اجتهاد الامام ورأيه فى السنن مسموع منه مؤتمر له فيه كما ائتمر الصحابه
رضى الله عنهم لعمر فى جمعهم قارئ واحد لان طاعتهم لاجتهاده واستنباطه طاعه لله
تعالى لقوله : " ولو ردوه الى الرسول والى اولى الامر منهم لعلمه الذين
يستنبطونه منهم " النساء : 83 .
وفيه ايضا
جواز الاجتماع لصلاة النوافل وفيه ان الجماعه المتفقه فى عمل الطاعه مرجو بركتها اذ
دعاء كل واحد منهم يشمل جماعتهم فلذلك صارت صلاة الجماعه تفضُل صلاة الفذ بسبع
وعشرين درجه فيجب ان تكون النافله ايضا كذلك
.
وفيه ايضا
: ان قيام رمضان سنه لان عمر لم يسن منه الا ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحبه وقد اخبر عليه السلام بالعله التى منعته من الخروج اليهم وهى خشية ان
يفترض عليهم " وكان بالمؤمنين
رحيما " امن عمر ان تفترض عليهم فى زمانه لانقطاع الوحى اقام السنه واحياها
وذلك سنة 14 من الهجره فى صدر خلافته .
قال المهلب
: وفيه ان الاعمال اذا تركت لعله وزالت العله انه لابأس بإعادة العمل كما امر عمر
صلاة الليل فى رمضان بالجماعه وفيه انه يجب ان يؤم القوم اقرأهم للقرأن . فلذلك
قال عمر : اى اقرؤنا فلذلك قدمه عمر وهذا على الاختيار اذا امكن لان عمر قدم ايضا
تميما الدارى ومعلوم ايضا ان كثيرا من
الصحابه اقرأ منه فدل هذا على ان قوله عليه السلام " يؤم القوم أقرأهم "
انما هو على الاختيار ، قول عمر " نعم البدعه " فالبدعه اختراع مالم يكن
موجودا من قبل فما خالف السنه فهو بدعه وضلالة وما وافقها فهو بدعة هدى ، وقد سئل
ابن عمر عن صلاة الضحى فقال : بدعة ونعم البدعه .
9 – ومن فضائل الشهر المبارك ايضا
وخصائصه المباركه هو الاعتكاف :
عن عائشة رضى الله عنها : زوج النبى
صلى الله عليه وسلم : " ان النبى صلى
الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الاواخر
من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف ازواجه من بعده " .
وقال الامام الصنعانى رحمه الله :
فيه دليل على ان الاعتكاف سنه واظب
عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وازواجه
من بعده .
وقال ابو داود : عن احمد لا اعلم عن
احد من العلماء خلافا ان الاعتكاف مسنون .
واما المقصود منه فهو جمع القلب على الله تعالى بالخلوه مع خلو
المعده والاقبال عليه تعالى والتنعم بذكره والاعراض عما عداه .
وعن ابى
سعيد الخدرى رضى الله عنه : ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعتكف فى العشر الاوسط من رمضان فاعتكف عاما حتى اذا كان ليلة احدى وعشرين 21 وهى الليلة التى يخرج فى صبيحتها من اعتكافه
.
قال : " من كان اعتكف معى فليعتكف العشر الاواخر وقد اريت هذه الليلة ثم انسيتها وقد رأيتنى اسجد فى ماء وطين من صبيحهتا فالتمسوها فى العشر الاواخر والتمسوها فى كل وتر " فمطرت السماء تلك الليلة وكان المسجد على عريش فوقف المسجد فبصرت عيناى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبهته اثر الماء والطين من صبح 21 .
قال : " من كان اعتكف معى فليعتكف العشر الاواخر وقد اريت هذه الليلة ثم انسيتها وقد رأيتنى اسجد فى ماء وطين من صبيحهتا فالتمسوها فى العشر الاواخر والتمسوها فى كل وتر " فمطرت السماء تلك الليلة وكان المسجد على عريش فوقف المسجد فبصرت عيناى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبهته اثر الماء والطين من صبح 21 .
قال الامام
ابن رجب رحمه الله :
هذا الحديث
يدل على ان النبى صلى الله عليه وسلم كان
يعتكف العشر الاوسط من شهر رمضان لابتغاء ليلة القدر فيه وهذا السياق يقتضى ان ذلك
تكرر منه .
10- ان شهر
رمضان شهر الجود والكرم ومدارسة القراّن :
عن ابن
عباس . قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان اجود
مايكون فى رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه فى كل ليلة من رمضان فيدارسه القراّن
فالرسول صلى الله عليه وسلم اجود بالخير
من الريح المرسله "
قال الامام
ابن رجب رحمه الله :
وفى تضاعف
جود الرسول صلى الله عليه وسلم فى شهر
رمضان بخصوصه فوائد كثيره :
منها : شرف
الزمان ومضاعفة اجر العمل فيه وفى الترمذى عن انس مرفوعا : " افضل الصدقه
صدقة رمضان .
ومنها :
اعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم فيستوجب المعين لهم مثل اجرهم كما
ان من جهز غازيا فقد غزا . ومن خلفه فى اهله فقد غزا وفى حديث زيد بن خالد عن
النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من فطر صائما فله مثل اجره من غير ان ينقص من اجر الصائم شئ " .
ومنها ان شهر رمضان شهر يجود الله
سبحانه وتعالى فيه على عباده بالرحمه والمغفره والعتق من النار لاسيما فى ليلة
القدر والله تعالى يرحم من عباده الرحماء كما قال صلى الله عليه وسلم : "
انما يرحم الله من عباده الرحماء " .
فمن جاد على عباد الله جاد الله
عليه بالعطاء والفضل والجزاء من جنس العمل .
ومنها : ان الجمع بين الصيام
والصدقه من موجبات الجنه كما فى حديث على رضى الله تعالى عنه عن النبى صلى الله
عليه وسلم انه قال : " ان فى الجنه غرفا يُرى ظهورها من بطونها وبطونها من
ظهورها قالوا : لمن هى يارسول الله ؟ قال : لمن طيب الكلام واطعم الطعام وادام
الصيام وصلى بالليل والناس نيام " .
وهذه الخصال كلها تكون فى شهر رمضان المبارك فيجتمع فيه للمؤمن الصيام
والقيام والصدقه وطيب الكلام فانه ينهى فيه الصائم عن اللغو والرفث . والصيام
والصلاة والصدقه توصل صاحبها الى الله عز وجل .
قال بعض السلف : الصلاة توصل صاحبها
الى نصف الطريق والصيام يوصله الى باب الملك والصدقه تأخذ بيده فتدخله على الملك .
وفى صحيح
مسلم عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال : " من
اصبح منكم اليوم صائما ؟ قال ابو بكر : انا . قال : من تبع منكم اليوم جنازه ؟ قال
ابو بكر : انا . قال : من تصدق بصدقه ؟ قال ابو بكر : انا . قال : فمن عاد
منكم مريضا ؟ قال ابو بكر : انا . قال :
ما اجتمعن فى امرئ الا دخل الجنه " .
ومنها : ان
الجمع بين الصيام والصدقه ابلغ فى تكفير الخطايا واتقاء جهنم والمباعده عنها
وخصوصا ان ضم الى ذلك قيام الليل فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال
: " الصيام جُنة " . وفى رواية
: " جُنة احدكم من النار كجُنته من القتال " .
وكان ابو
الدرداء رضى الله عنه يقول : صلوا فى ظلمة الليل ركعتين لظلمة القبور ، وصوموا
يوما شديدا حره لحر يوم النشور ، تصدقوا بصدقة لشر يوم عسير .
ومنها : ان
الصيام لابد ان يقع فيه خلل او نقص وتكفير الصيام للذنوب مشروط
بالتحفظ مما ينبغى التحفظ منه وعامة صيام الناس لايجتمع فى صومه التحفظ كما ينبغى
ولهذا نهى ان يقول الرجل : صمت رمضان كله او قمته كله فالصدقه تجبر مافيه من النقص
والخلل .
ولهذا وجب
فى اخر شهر رمضان زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث :
والصيام
والصدقه لهما مدخل من كفارات الايمان ومحظورات الاحرام وكفارة الوطء فى رمضان ولهذا كان الله تعالى قد
خير المسلمين فى ابتداء الامر بين الصيام
واطعام المسكين ، ثم نسخ ذلك وبقى الاطعام
لمن يعجز عن الصيام لكبره .
ومن أخر قضاء رمضان حتى ادركه رمضان اّخر فإنه يقضيه ويضم اليه اطعام مسكين لكل يوم تقوية له عن اكثر العلماء كما افتى به الصحابه وكذلك من افطر لاجل غيره كالحامل والمرضع على قول طائفة من العلماء .
ومن أخر قضاء رمضان حتى ادركه رمضان اّخر فإنه يقضيه ويضم اليه اطعام مسكين لكل يوم تقوية له عن اكثر العلماء كما افتى به الصحابه وكذلك من افطر لاجل غيره كالحامل والمرضع على قول طائفة من العلماء .
ومنها : ان الصائم يدع طعامه وشرابه لله فاذا اعان الصائمين على التقوى على طعامهم وشرابهم كان بمنزلة من ترك شهوة لله واثر بها او واسى منها ولهذا يشرع له تفطير الصوام معه اذا فطر لان الطعام يكون محبوبا له حينئذ فيواسى منه حتى يكون من اطعم الطعام على حبه ويكون فى ذلك شكر لله على نعمه اباحة الطعام والشراب له ورده عليه بعد منعه اياه فان هذه النعمه انما عرف قدرها عن المنع منها .
وسئل بعض
السلف : لم يشرع الصيام ؟
قال :
ليذوق الغنى طعم الجوع فلا ينسى الجائع .
.........
وفقنا الله
واياكم لما يحب ويرضى وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والدعوات اعاده الله
علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات .
...............................
- لاتنسى الاشتراك فى قناتنا على يوتيوب وتفعيل جرس التنبيهات ليصلك المزيد ...
- لاتنسى الاشتراك فى قناتنا على يوتيوب وتفعيل جرس التنبيهات ليصلك المزيد ...