القائمة الرئيسية

الصفحات

فرصة التغيير فى شهر رمضان المبارك لتصبح انسان جديد



شهر رمضان عاد للامه من جديد عاد وفى صحبته مباركة المهنئين وتهنئة المباركين عاد والامه الاسلاميه تبتهج له ككل عام قد عاد هذا العام وقد عانقه رجل بكى اسفا على فراقه هذا الشهر المبارك العام الماضى . 

عاد على شاب تائها وما افاق من غفلته ونومه الا على تهانى الاعياد والتبريكات فجثا على ركبتيه يبكى لفراق هذا الشهر ويحزن الحزن الشديد لفواته .عاد ولا زال فى ذاكرتنا بكاء المصليين وانين المحبين لفراق هذا الشهر فى اخر لياليه من العام الماضى . 

عاد هذا الشهر مره اخرى على كل هؤلاء الناس . عاد من اجل ان يدمل ويعالج ذلك الانين الكبير ويبدأ رحلة جديده من الامل والامال مع كل هؤلاء النادمين بالامس .. فأهلا وسهلا شهر رمضان المبارك شهرنا الحبيب اهلا وسهلا بك يامن جئت تدمل جراح الفراق واهلا بمن جاء لكى يسقى نفوسنا العطشى بالامل وقلوبنا الملهوفه انه شهر حقيق بالاحتفاء .

فكم نحن بحاجه الى نقله نوعيه كبيره فى انفسنا بها امنيات الماضى الحزين الراحل ونكتب من جديد اسطرا فى حياتنا نبرهن بها على صدقنا فى اللقاء ان شهر رمضان فرصه كبيره وعظيمه من اجل احداث التغيير المنشود من خلال هذا الشهر المبارك فلقد غير شهر رمضان المبارك طبيعة روتين الحياه كلها واضاف على حياة كل شخص منا برنامجا جديدا .

 فكثيرا من الناس قد  لا يتصور ان يصوم يوما واحدا فى حياته كلها بل فى بعض الاحيان يرى ان هذا الصوم حلما يعجز عن تحقيقه وربما فى محاوله له  وهو يسمع حديث النبى الاكرم صلى الله عليه وسلم : من صام يوما فى سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا . ولكنه لم  يكن له القدره او لا يستطيع تطبيق ذلك على مستوى يوم  واحد فى حياته  فجاء شهر رمضان فقلب هذه النفس الاماره . وطمس معالم الرهبه والخوف فيها وجعلها لاتراهن على يوم  واحد بل على ايام شهر رمضان كله .



وترى ذلك الشخص الضعيف فى الانتصار على ذاته يوما واحدا بالامس وقد قام وحطم كل ماكان  يراه بالامس مستحيلا فصام الشهر كله وبعض الناس من الذين وقعوا اسرى لعادة  مثل عادة التدخين قد يصعب عليه ان  يترك  شرب السيجاره الواحده لمدة ساعه مثلا وقد تراه وهن العزيمه لدرجة انك  لا تفلح  فى اقناعه ان يتنازل بضع دقائق عن هذه العاده السلبيه فيأتى رمضان ليقوم بامداد هذا الشخص بالعزيمه الصلبه والاراده القوية .

ويبقى يوما كاملا لا يحدث نفسه بهذه العاده ناهيك عن ان يقوم بالوقوع فيها . والامثله على هذا كثيره جدا واكبر من ان  يتم حصرها فكان شهر رمضان فرصة هنا للتغير . ولقد اكد الله تعالى فى كتابه الكريم ان التغيير مهما كان بسيطا وصغيرا فانه لا يأتى الا من خلال الاراده والعزيمه الشخصيه عند الانسان وعند الشخص المعنى نفسه .. قال الله سبحانه وتعالى " ان الله  لا يغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم " واكدت التجربه فى رمضان ان كثيرا من السلبيات التى نقترفها بحجة ضعف العزيمه والاراده فهى عباره عن دعوى لا رصيد لها فى الحقيقه .


وبناءا على ماسبق ذكره  فانه من الواجب ان يكون  شهر رمضان  فرصة كبيره  من  اجل بناء الذات  والوصول بها الى افضل مايكون  ان من خلال هذا الشهر الكريم يمكن لنا ان نقوم بوضع اهداف ونختبر فيها انفسنا من اجل تحقيقها . ونقوم  بتجربة خطوات  عمليه من اجل عملية التحدى ونبحث عن اكثر من ميدان من  اجل ان نقوم  بخوض التجربه فيه .

ان بالامكان  ان نضع لانفسنا فى هذا الشهر الكريم مجموعه من الاهداف ونقوم  بالخوض فيها من اجل تحقيقها فى اختبار لقدرات الذات مع تلك الاهداف على سبيل المثال المحافظه على صلاة الجماعه والحفاظ على ورد معين من  الراتبه والنافله انه عباره عن هدف عظيم وكبير جدا يمكن  ان نحيا من اجله فى هذا الشهر المبارك  . وكذلك  من  الاهداف ايضا  التى يمكن  ان نقوم  بتجربتها فى شهر رمضان .

هى الا نغتاب اى احد مهما كان الداعى او السبب فى ذلك ومن الممكن  ايضا  خوض التجربه الحقيقيه مع النفس فى هذا الشهر المبارك من  اجل ان نلتقط فيه كل فضيله . ونحرص على جمع ابواب البر الممكنه فى هذا الشهر المبارك  بدءا من  اول اجابة المؤذن وانتهاءا باماطة الاذى من طريق المسلمين .

وبالامس من كان  لا يمكنه  ان يختم القران الكريم  يمكنه الان  ان يقوم  بتجربة ختمه اليوم ومن لم يمكنه اكثر من ختمه واحده من الممكن له  اليوم  ان يجرب اكثر من ختمه مره اخرى . وذلك  بشريطة  ان يقوم بالتجربه وهو عنده النيه الصادقه من اجل تحويل الامنيات التى بالامس الى تجارب حيه هذا العام  ان شاء الله .

 واننا نجد ان بعضنا يقع تحت وطأة العادات السلبيه للاسف ولكن لو تاملت حياة كل واحدا منا ستجده عباره عن مجموعه من العادات السلبيه وهو  هذا العام مدعوا الى ان يجرب التخلص من هذه العادات كلها ان استطاع كلها او بعضها وعليه  بتحقيق الانتصار والتغلب على كل هذه العادات السلبيه .


 نجد ان النجاح يدعونا الى نجاح اخر اكبر والتجربه الايجابيه التى تقوم بها هى عباره عن طريق تزرعه من التفاؤل للتجارب القادمه وعبر الزمن فى حياة كل انسان  منا . وذلك بشرط ان نبدأ باراده صلبه وعزيمه من حديد ونبدأ ونحن مشحونين ومفعومين بالتفاؤل فلئن يعيش الواحد منا وهو يجاهد ويناضل من اجل بناء ذاته خير له من ان  يرحل وهو  مأسور تحت شهوة عاجله او عادة مكروهه ذميمه . ان شهر رمضان المبارك هو عباره عن  فرصه لكى نقوم بترميم ذاتنا ونقوم  بتشذيب الاخلاق التافهه فى حياتنا ونقوم بالخروج قليلا من التمحور حول الذات الى بناء علاقات قوية وايجابيه مع الاخرين من حولنا .

ان شهر رمضان المبارك  سيرحل كما يرحل كل عام  وليس ثمة شك  فى عودته وانما الشك فى بقائنا نحن  للقاءه مره اخرى فكما اننا لانملك الرؤية الواضحه فى عودة شهر رمضان مره اخرى علينا فيمكن لنا ان نستغله قبل ان يرحل ويفارقنا ونكتب من خلال لقائه هذا العام صوره من صور تمسك وتشبث الانفس بأمنياتها العظيمه والكبيره وقد وعد الله تعالى من يجاهد فى هذا الشهر المبارك بالهدايه الى طريق الفلاح والخير وقال الله تعالى " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " صدق الله العظيم .


وفقنا الله سبحانه وتعالى واياكم الى استثمار هذه الفرصه الكريمه واستغلال هذا الشهر الكريم  بما يعود علينا بالخير والنفع فى الدنيا والفوز بالاخره .. ولاتنسونا من خالص الدعوات وفقنا الله واياكم  لما يحب ويرضى . 

...............................

- لاتنسى الاشتراك فى قناتنا على يوتيوب وتفعيل جرس التنبيهات ليصلك المزيد ...