لماذا تهتز الأسواق العالمية بعد رفع أسعار الفائدة الأمريكية ؟
بعد أن قام البنك المركزي الأمريكي برفع سعر الفائدة الرئيسي اليوم الاربعاء بمقدار 75 نقطة أساس لتتراوح بين 2.25٪ و 2.50٪ .. فماذا يحدث في الأسواق ؟
هذه هي المرة الرابعة التي يقوم فيها الفيدرالي الأمريكي برفع الاحتياطى لاسعار الفائدة هذا العام . وقال البنك المركزي الأمريكي اليوم إن التضخم لا يزال مرتفعا وذلك مما يعكس الاختلالات المتعلقة بالوباء والزيادات في أسعار الغذاء والطاقة ، وضغوط فى الاسعار على نطاق اوسع .
يتوقع التجار أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بالقيام برفع سعر الفائدة إلى 3.4٪ وذلك بحلول نهاية العام من اجل المساعده في إعادة التضخم إلى المستوى المستهدف له . ويعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي باجتماع اليوم خمسة اجتماعات متعلقه بقرار تغيير أسعار الفائدة خلال العام الجارى 2022 وذلك وسط توقعات بتنفيذ زيادة في جميع الاجتماعات المقبلة . وأكد بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه " ملتزم بشدة " بإعادة التضخم إلى هدف 2٪ .
- سعر الدولار في انخفاض :
لقد ابتعد الدولار عن أعلى مستوى له في 20 عامًا يوم الأربعاء قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي حيث انه من المتوقع أن يرفع البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أخرى وذلك من اجل كبح جماح التضخم المتصاعد. ومع ذلك فقد كان التداول في أسواق العملات محدودًا للغايه حيث كان المتداولون يترقبون الإعلان عن رفع سعر الفائدة في الساعة 1800 بتوقيت جرينتش .
بحلول الساعة 1055 بتوقيت جرينتش قد انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.2 ٪ إلى 106.93. ولقد ساعدت التوقعات بارتفاع أسعار الفائدة بشكل كبير جدا على دفع مؤشر الدولار والذي يقيس قيمته مقابل سلة من ست عملات إلى أعلى مستوى له منذ ما يقرب من الـ 20 عامًا في وقت سابق من هذا الشهر عند 109.29 وهو مرتفع جدا حاليًا بنسبة 2.1٪ في يوليو.
- تزداد رؤية " جيروم باول " حول الفائدة :
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي " جيروم باول " يوم الأربعاء 29 يونيو إن هناك خطرًا محتملاً من أن تؤدي زيادة أسعار الفائدة الأمريكية إلى العمل على ابطاء الاقتصاد بشكل كبير ولكن الخطر الأكبر هو التضخم المستمر بشكل كبير والذي يرفع توقعات الناس بشأن الأسعار .
وقال " جيروم باول " إن الاقتصاد الأمريكي لا يزال " في حالة قوية " وقادرا على تحمل شروط الائتمان المشددة مع تجنب الركود أو حتى زيادة كبيرة في معدل البطالة. وفي حديثه في المؤتمر السنوي للبنك المركزي الأوروبي ، قال " جيروم باول " إنه في حين أن هناك " خطر محتمل " بأن البنك المركزي الأمريكي سوف يعمل على ابطاء الاقتصاد أكثر مما هو ضروري من اجل السيطره على التضخم " لا أوافق على أن هذا هو الخطر الأكبر والخطأ الأكبر سوف يكون الفشل في استعادة استقرار الأسعار " .
لكنه أضاف ايضا أن الطريق إلى ما يسمى بـ " الهبوط الناعم "سوف يصبح " أكثر صعوبة بشكل ملحوظ " وذلك كلما استمر التضخم لفترة أطول وزادت فرصة أن تصبح توقعات التضخم لدى الناس غير مؤكدة .
- ماذا تعني زيادة سعر الفائدة وكيف تؤثر زيادتها على الأسواق ؟
رفع أسعار الفائدة هو عباره عن معيار يعمل على تحديد أسعار الفائدة على القروض التي تحصل عليها البنوك من البنك المركزي وبناءً عليه تقوم البنوك بوضع خططها في آلية احتساب جديدة لأسعار الفائدة على القروض التي تعمل على تقديمها للعملاء.
وفي حالة الدولار الأمريكي سوف ترتفع تكلفة الإقراض من نفس اليوم الذي يوافق فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على زيادة أسعار الفائدة وبالتالي على العملاء فى النهايه وهذا بالطبع مؤشر سلبي للاقتصادات التي تتطلع إلى تحفيز الأسواق من خلال اسعار فائده منخفضه .
وتتأثر الأسواق العالمية والعربية بارتفاع أسعار الفائدة على الأموال الاتحادية وذلك كلما ارتفع سعر الفائدة الذي يحدده البنك المركزي ويرتفع سعر الفائدة بشكل تلقائى على القروض القائمة والجديدة بالعملات المقومة بالعملة المركزية أوحتى المرتبطة بها. وذلك حيث أن الزيادة في تكلفة الإقراض سوف تؤدى فى النهايه بكل اسف إلى انخفاض وتيرة طلب التسهيلات الائتمانية في الأسواق العالمية وبالتحديد في الدولار والعملات الأخرى المرتبطة به .
- والسؤال هنا الان كيف تستفيد الودائع من قرار رفع أسعار الفائدة ؟
ومع ذلك فإن قرار رفع أسعار الفائدة له جانب إيجابي بشكل نسبى وذلك لاصحاب الودائع المصرفية لدى البنوك العاملة في الأسواق وذلك حيث أن قرار رفع أسعار الفائدة يعني أيضًا أن المودع سوف يحصل على عوائد أعلى فى النهايه . أي أن المودع بالدولار على سبيل المثال سوف تتاح له الفرصة من اجل تعزيز ودائعه من اجل الحصول على فائدة أعلى مقابل إيداعها لدى البنوك وذلك بسبب قرار رفع أسعار الفائدة .
وهذا يعني أن الودائع المصرفية قد اصبحت أحد أشكال الاستثمار للأفراد والمؤسسات وذلك بوضعها ضمن حسابات بنكية وفرض فائدة عليها وذلك على أساس شهري أو ربع سنوي أو حتى سنوي .
وفي مثل تلك الحالات قد تشهد العديد من الأسواق ارتفاعا بشكل متسارع في ودائع العملاء في القطاعات المصرفية وذلك من اجل الاستفاده من ارتفاع أسعار الفائدة مما يؤدي فى النهايه بدوره إلى تراجع وفرة السيولة داخل الأسواق .
وهذا بالطبع هو معنى كبح التضخم عن طريق زيادة أسعار الفائدة وذلك عن طريق تقليل حجم المعروض النقدي داخل الأسواق وبالتالي فى النهايه انخفاض الاستهلاك والاستثمار وإعادة برمجة الأسواق للقوة الشرائية بناءا على السيولة المتاحة وقتها .