ان الصين قد تفوقت على أمريكا الشمالية في جذبها الى رؤوس الأموال في
الربع الثاني ، بحيث قامت الشركات الناشئة في الصين بالاستحواذ على 47 % من تمويل
رأس المال الاستثماري في العالم ، وهو شكل من أشكال التمويل الذي تقدمه الشركات أو
الصناديق الاستثمارية إلى الشركات الصغيرة الناشئة في مرحلة مبكرة ، بحيث تمتلك
تلك الشركات إمكانية نمو عالية أو أظهرت نموًا كبيرًا ، وبالطبع تعتبر هذه المرة
الأولى والتي تتفوق فيها الصين على أمريكا الشمالية في مجال جمع الأموال،
وذلك بالطبع عبر جولة قياسية لجمع الأموال بقيمة 14 مليار دولار أمريكي $ من قبل
شركة Ant للخدمات المالية والتابعة لمجموعة علي بابا القابضة Alibaba Group . وقد استأثرت
الشركات الناشئة في الصين على نسبة 47% من تمويل رأس المال الاستثماري العالمي VC في
الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو وذلك بالمقارنة مع نسبة 35% للولايات المتحدة
وكندا، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن منصة Crunch base ،
والتي تتبع وتجمع بيانات جمع الأموال .
وبالطبع تنسب الزيادة في جمع الأموال الصينية في الربع الثاني إلى
الشركة المالية Ant، والتي قامت بجمع حوالي 14 مليار دولار أمريكي $ في الشهر الماضي
فقط ، بحيث شارك المستثمرون ، وبما في ذلك الشركات السنغافورية GIC " Private Limited و " Temasek Holdings والشركات
الأمريكية
Warburg Pincus " و
Silver Lake Partners " والشركة الكندية
" "
CPP Investment Board ، في جمع كل تلك الأموال . وقد ارتفعت الشركات الناشئة في الصين أكثر بقليل
مما كانت عليه في الربع الأول ، وذلك باستثناء الشركة المالية Ant ، وذلك بعد أن كانت قد استحوذت على 36 % من إجمالي تمويل رأس المال
الاستثماري العالمي ، وذلك بحسب منصة Crunchbase ، وجاء في التقرير أن التمويل أوصل تقييم شركة Ant إلى أكثر
من 150 مليار دولار $ ، وهذا مما يعادل ضعف تقييم شركة خدمات الركوب أوبر Uber .
وقد شهدت الصين طفرة كبيره جدا في عدد الشركات الناشئة خلال السنوات
الأخيرة ، حيث تعهدت الحكومة ببذل المزيد من الجهد وذلك من أجل تنفيذ إستراتيجية
تطوير تعتمد على الابتكار لجعل البلاد أكثر قدرة على المنافسة ، ويأتي هذا
التعهد وسط جهود الصين المتجددة لتحويل نفسها من مكان تصنيع عالمي إلى قوة عالمية
رائدة في مجال الابتكار، وبما يتوافق مع حديث الرئيس " شي جين بينغ " في
المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي ، حيث انه تحدث ضمن خطابه عن " الإنترنت والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي " . وقد ضخت الشركات الاستثمارية المليارات في
مجالات مثل " الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين " ، مدفوعين باحتمالية
الحصول على دعم من قبل شركات عملاقة مثل " علي بابا أو تينسنت أو بايدو
" ، بينما يأمل مؤسسو الشركات الناشئة في أن يصبحوا من أصحاب المليارات مثل
" جاك ما
Jack Ma مؤسس علي بابا " أو " بوني ما Pony Ma مؤسس تينسنت " ، وقد شكلت قطاعات
الاستهلاك الشخصي والمعالجة الطبية والصحية والمعلومات والتكنولوجيا الجزء الكبيره
من القطاعات التي اجتذبت أكبر قدر من التمويل في شهر مايو .
وقد كانت صفقات الاستثمار العالمية المدعومة برأس المال الاستثماري قد
بلغت رقمًا قياسيًا يقارب 182 مليار دولار $ في عام 2017، بحيث ارتفعت القيمة بنسبة 28 % وذلك
بالمقارنة مع عام 2016، و قد هيمنت الولايات المتحدة على التصنيف ، حيث
استقطبت 42 % أو أكثر من 76.4 مليار دولار، وذلك فيما احتلت الصين المرتبة الثانية
، واجتذبت 36 % من إجمالي قيمة الصفقات ، حيث بلغت 65 مليار دولار $ .ووفقًا
لتقرير يتحدث عن مراكز التكنولوجيا العالمية قد نشرته شركة أبحاث السوق " " CB Insights ، فإن وادي السليكون يواصل
ريادته عالميًا في مجال الشركات الناشئة ، لكن المدن الصينية " بكين
وشنغهاي " تحاول تحدي هيمنة الولايات المتحدة على التكنولوجيا ، وسط المخاوف
الكبيرة المنتشرة على نطاق واسع بشأن القضايا الأمنية المحيطة بعمالقة التكنولوجيا
الصينيين ، بحيث يوضح التقرير أن " وادي السيليكون " ما يزال مهيمنا
مع تقدم كبير من حيث عدد جولات التمويل .
وتوضح البيانات بالطبع مدى السرعة التي تكتسبها بكين في مقارعة وادي
السليكون والذي يعرف على نطاق واسع ومنذ
فترة طويلة على أنه مركز اقتصادي كبير للابتكار التكنولوجي ، إذ حققت شركات
التكنولوجيا القائمة في وادي السليكون ما مجموعه 12000 ألف صفقة منذ العام 2012 ، وتليها
الشركات الواقع مقرها في نيويورك مع 5000 آلاف صفقة. وقد تمكنت شركات وادي السيليكون من جلب ما
مجموعه 140 مليار دولار $ وذلك بالمقارنة مع تمكن بكين من جلب مبلغ 75 مليار دولار
$ امريكى ، ولكن يبدو أن الأمور قد تتغير ، إذ تستعد بكين وشنغهاي للتحول إلى
مراكز التكنولوجيا المستقبلية ، بحيث تتصدر هذه المدن مراكز النمو العالمية
للشركات الضخمة والكبيرة ، كما أن إنشاء الشركات الناشئة يتسارع فى نفس الوقت
.
وتعتمد إمكانية تفوق بكين ، وبدرجة أقل شانغهاي ، على " وادي
السليكون " خلال السنوات القادمة ، على الشركات الضخمة التي تشهدها
المنطقة ، إذ تساعد العوائد المتراكمة على ضخ رأس مال جديد ،
وتمتلك بكين منذ العام 2012 حوالي 30 شركة تزيد قيمتها عن 100 مليون دولار $
امريكى ، وبما في ذلك
JD.com " " والتي تم
تقييم اكتتابها العام بنحو 26 مليار دولار $ امريكى ، في حين كان لدى شانغهاي 20
شركة تقدر قيمتها بأكثر من 100 مليون دولار امريكى $ وتستفيد بكين وغيرها من مراكز التكنولوجيا
الآسيوية من القدرات المالية الضخمة لشركة " سوفت بانك " Softbank بحيث تضم مجموعة شركات التكنولوجيا اليابانية
القابضة أكثر من 65 شركة في المراكز الآسيوية .
ويواصل " وادي السليكون " في الوقت الحالي تصدره عبر امتلاك
57 شركة ناشئة خاصة تبلغ قيمتها أكثر من " 1 مليار دولار امريكى $ " ، في حين تمتلك
بكين 29 شركة من هذا النوع ، و 11 شركة لصالح شنغهاي ، ولكن في الربع الأول من العام
2018، قد أضافت كل من شنغهاي وبكين 3 شركات جديدة من هذا النوع ، وهو نفس رقم "
وادي السليكون " . وتركز الصين بشدة على الوصول
إلى الريادة العالمية في مجالات عديدة مثل " الذكاء الاصطناعي والمركبات
ذاتية القيادة " ، وقد أصبحت شركات التكنولوجيا العملاقة مثل " هواوي
وشركة تشاينا موبايل " أكثر عدوانية في جهودها للتنافس في الأسواق الخارجية ،
ولكن تلك الجهود قد تم مقابلتها بمقاومة شديدة من الحكومة الأمريكية ، تبعًا
لاعتقادها أن المنتجات الصينية تشكل تهديدات أمنية محتملة بسبب العلاقات بين تلك
الشركات والحكومة الصينية فى نفس الوقت . نتمنى لكم الفائده .
..............................................
ونتمنى لكم دوام الصحه والعافيه
..............................................
- لاتنسى الاشتراك فى القائمه البريديه من اسفل الموقع ليصلك كل جديد وزيارة صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعى والاشتراك فى قناتنا على يوتيوب وتفعيل جرس التنبيهات ليصلك المزيد ...